كثيرًا ما نُوصف بأننا “طيّبون”، خاصة عندما نُراعي مشاعر الآخرين، أو نُقدّم احتياجاتهم على احتياجاتنا. لكن أحيانًا، ما يبدو طيبة… قد يكون خوفًا مقنّعًا. فهل نحن حقًا طيبون؟ أم أننا نتجنب الصدام حتى لا نشعر بالذنب أو القلق؟
الفرق بين الطيبة والخوف دقيق جدًا. الطيبة نابعة من قوة داخلية: أن تختار الخير حتى عندما لا يُطلب منك. أما الخوف، فهو تجنّب: ألا تقول “لا” لأنك تخشى رفض الآخرين. ألا تُعبّر عن رأيك لأنك لا تريد أن تُغضب أحدًا.
أن تكون طيبًا لا يعني أن تُلغي نفسك. لا يعني أن توافق على كل شيء. ولا أن تتحمّل فوق طاقتك. الطيبة لا تتعارض مع الحزم، ولا تعني أن تكون دائمًا متاحًا، أو صبورًا أكثر من اللازم.
نحتاج أن نُراجع أنفسنا: هل نفعل هذا لأننا نريده فعلًا؟ أم لأننا نخشى عواقب الرفض؟ هل صبرنا نابع من تعاطف؟ أم من عجز عن قول الحقيقة؟
القوة الحقيقية ليست في “الرضا على حساب الذات”، بل في القدرة على قول: “أنا آسف، لا أستطيع”، دون أن تشعر بالذنب.
فكّر في المرات التي قلت فيها “نعم” وأنت تقصد “لا”. فكّر في كم من السلام النفسي خسرته لأنك لم تواجه. الطيبة الحقيقية لا تُرهقك… بل تمنحك راحة، لأنها تأتي من صدق مع النفس.